فن إدارة الوهم
سئل مروض ( الفيلة ) : لمَ الفيل على ضخامته تقيدونه بقيد صغير و سهل الكسر ومع ذلك الفيل لا يفعلها ولا يحاول حتى كسر القيد ..؟ أجاب : عندما يولد الفيل وهو صغير يتم تقييده بذات القيد وحجمه ولكنه يكون من الصعب عليه كسره لصغر سنه رغم محاولاته التي ييأس بعدها ولا يحاول و يظل الفيل حتى بعد يصبح ضخماً وهو على اعتقاد بأنه لا يستطيع فك القيد ..و الأدهى بأنه أيضاً لا يحاول ..!
ببساطة : يجب أن تنجح ؛ لأنك خُلقتَ لتكون ناجحاً ..ولكن كيف لك أن تنجح و أنت تترك نفسك لكل هذه «العتمة» ..؟ كيف لك أن تثق بأنك قادرٌ على صنع «فرح حقيقي» لك وللآخرين وأنت بكامل « كشرتك» ..؟ كيف لك أن تقتنع أولاً وقبل غيرك بأن بداخلك «كنزاً ثميناً» هو مفتاحك للحياة الحقيقيّة ..؟!.
لا يمكن أن يكون هناك مجتمع متماسك أو يتطلع إلى الرفاهية دون أن يكون مجتمعاً ( خلاّقاً ) ..ولن يكون خلاّقاً إلا إذا استطاع أفراده من التخلص من «وهم» السلبية و أنهم عاجزون ..إلى استخراج طاقتهم «الايجابية» الكامنة بداخلهم و تحويلها إلى ممارسة عملية تشيع بينهم و تصبح جزءاً من ثقافتهم و تفاصيلهم اليومية .
لا يمكن لشخص ينتظر الخلاص ولا يتحرك تجاه الحياة أن يأتيه الخلاص ..ولا يمكن لشخص يقطع الاشارة الضوئية وهي حمراء أن ينتظر المجتمع أن يتنظم لوحده ..ولا يمكن لشخص يأخذ حقّ غيره في الوظيفة أن ينتظر العدل ..كما لا يمكن لأبناء حي واحد؛ شوارعه مليئة بالقمامة العائدة لهم أن ينتظروا أن تهبط عليهم النظافة من السماء.
قد تكون الأمثلة السابقة بسيطة ..ولكنها معبرة عن «الانتظار» الذي تمارسه المجتمعات التي تنظر بسلبية تجاه الأشياء ..وتكون طاقتها سلبية أيضاً في التعامل مع التفاصيل وهي تجلس على جبال من كنوز الطاقة المختبئة بداخلهم ولا تستعمل منها شيئاً لتغيّر قليلاً من «فن إدارة الوهم» الذي تجيده هذه المجتمعات لتهرب من حقيقة التغيير .!
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org