الهـدوء عنـوان الإنسان الواعي – د. مها فؤاد
عِنـْدَمَا لا تـَسْمَع أيْ صَوْت يُشَتـِّتـُـكَ أوْ يَفـْقِدُكَ تـَرْكِيزُك تـُحَاول أنْ تـَسْتـَمَع لِلـْهُدُوءْ, تـُرَكِّز حَتـّى تـَسْمَع دَقــّاتِ قـَلـْبـِكَ فِي أذنـَيْك العَقـْل يَصْـفـُو مِنْ كُل شَيءْ, وَتـَبْدَأ بـِالتـّـفـْكِير فِي كُل مَا مَرّ بـِك مُـنـْذ ُ الصّبـَاح نـَعَم .. الهُدُوءْ سِمَة ُ ُمِن سِمَاتِ النـّجَاح ..
وَالهُدُوءْ تـَعْبـِيرُ ُعَنْ شَخـْصِيَّة ٍ قـَويَّة وَمُتـَمَاسِكَة وَالهُدُوءْ عِنـْوَانُ ُلإنـْسَان ٍ وَاعِي !
وَبـِالعَكْس تـَمَامــًا ذلِكَ الإنـْسَانُ الـَّذِي يَفـُورُ لأتـْفـَهِ الأسْبَاب, وَيَهـِيج لأسْخـَفِ الأمُور ..
فـَإنـّهُ يُعْتـَبَر إنـْسَانُ ُضَعِيفُ الشـّخـْصِيَّة, ضَعِيفُ العَقـْل, وَضَعِيفُ الإرَادَة ..
يَقـُول عُلـَمَاءُ النـّفـْس :-
.. [ إنّ الإنـْسَانَ الذِي يَغـْضَبْ لأتـْفـَهِ الأسْبَابْ هُوَ إنـْسَانُ ُرَكِيكُ الشـّخـْصِيّة ] ..
فـَالإنـْسَانْ الهَادِئْ هُوَ الـَّذِي يَسْتـَطِيع أنْ يَفـُوز بـِقـُلـُوبِ الآخـَرين الهُدُوءْ بـِكـُل مَا يَعْنِيه مِن مَعْنـَى قـَادِرُ ُعَلى صِنـَاعَةِ العَجَائِبْ, وَالتـّأثِير عَلـَى النـّفـُوس الغـَلِيظـة .. العُنـْفْ يُوَلـّد العُنـْفْ, وَالغـَضَبْ يُوَلـّد الغـَضَبْ .. .. أمّا الهُدُوءْ فـَإنـّه يَطـْفِئْ الغـَضَبْ كَمَا يَطـْفِئْ المَاءُ النـَّار ..
.. كُن هَادِئـــًا فِي تـَعَامُلِكَ مَعَ الآخـَرين .. .. وَاسْتـَخـْدَم لـَبَاقـَتـُكَ مَعَ المُسِيئِين إلـَيْك ..
.. وَتـَكَلـّم بـِعِبَارَاتٍ رَزينـَة وَودِّيَة .. .. فـَهَذا هُوَ أقـْصَرُ الطـّرُق لِكَسْبِ الآخـَرينْ وَنـَيْل إعْجَابَهُم !
كُنْ هَادِئــًا تـَصـْنـَعُ المُعْجـِزَات .. وَلا تـَنـْسَى :- أنـْتَ المَسْؤُول عَنْ طـَريقـَة مُعَامَلـَةِ النـّاس لـَك .. عَبِّر عَنْ غـَضَبـِك, وَلـَكِن بـِحِكْمَة .. فـَإنْ كَانَ وَلابُد مِنْ العَتـَبْ فـَبـِالحُسْنـَى …. [ وَجَادِلـْهُم بـِالـَّتِي هِيَ أحْسَن ] .. إذاً أقـُولُ لـَك :- اِتـْقـُنْ الفـَنْ البَدِيل لِلـْغـَضَبْ ! وهو التأمل نعم التأمل تأمل الأشخاص والمواقف واعلم إن كل البشر مختلفين وركز على هدوءك الداخلي يؤدى إلى السلام الداخلي .
فالكثيرُ من الأشخاص يلجؤون إلى الصّمت والهدوء في الكثير من ظروف الحياة، فهُما ليس ضعفاً بل أسلوباً راقياً لا يعرفهُ أغلب البشر؛ فالكثيرون يعتقدون أنّ الصامت غير مبالٍ ولكنّ ذلك غير صحيح فهو قد يمتلك الكثير من المشاعر الجياشة ولكن لا يعبر عنها حتّى في المواقف التي تحتاج إلى الكلام.