
أسرار التفوق والنجاح – د. مها فؤاد
إنّ السر وراء النجاح والتقدم في الإنسان رجل أم امرأة هو ذاته ووجوده وقناعاته وقراراته المصيرية فلن يحقق الاّ من يرى في نفسه القدرة على تحقيق ذلك الهدف فالرؤية السليمة للذات تشكل المحور الأساس والرئيس للانطلاق والحركة نحو أهدافه السامية مستشهدة بقول أمير المؤمنين (عليه السلام): “هلك امرؤ لم يعرف قدره”.
وليس النجاح فقط في الحصول علي درجات تامة في الاختبارات والحصول علي الشهرة العريضة …الخ
بل إن النجاح الحقيقي هو شعور ذاتي داخلي بتحقيق ما يصبو إليه الإنسان من خير, وزيادة الثقة بالنفس وتنمية القدرات الذاتية الكامنة.
إن أشقى الأشقياء ,واتعس التعساء هو الذي حرم نفسه من كافه الخيارات المتوفرة له للنجاح في هذه الحياة ,
ولابد من توفر المواهب والإمكانات لتحقيق المزيد من الأحلام والطموحات والآمال الواسعة العريضة .
وان الثروة الذاتية التي حباك الله بها في شخصيتك , وعقلك ,وفكرك , وطاقتك ومواهبك الخاصة هي خير رصيد يمكن استغلاله والإفادة منه لتحقيق أعلى مستويات النجاح التي تريدها في حياتك .
ولا غرو أن “الثقافة” العامة, أو التعليم الرصين هو أحد الأرصدة الكبيرة التي يمكن أن تسخّرها للنجاح في الحياة بشكل عام.
المفاتيح العشرة للنجاح
1- الطموح كنز لا يفنى: لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى. فكن طموحاً وانظر إلى المعالي .. هذا عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين يقول معبراً عن طموحه:” إن لي نفسا تواقة ،تمنت الإمارة فنالتها،وتمنت الخلافة فنالتها ،وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها ” .
2- العطاء يساوي الأخذ: النجاح عمل وجد وتضحية وصبر، ومن منح طموحه صبراً وعملاً وجداً، حصد نجاحاً وثماراً .. فاعمل واجتهد وابذل الجهد لتحقق النجاح والطموح والهدف .. فمن جدّ وجد ومن زرع حصد.
وقل من جد في أمر يحاوله * * * وأستعمل الصبر إلا فاز بالظفر
3- غير رأيك في نفسك: الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل ..فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد .. اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك من مثل ” لا أستطيع – لست شاطراً ..” وردّد باستمرار ” أنا أستحق الأفضل – أنا مبدع – أنا ممتاز – أنا قادر ..”.
4- النجاح هو ما تصنعه (فكر بالنجاح – أحب النجاح) : النجاح شعور والناجح يبدأ رحلته بحب النجاح والتفكير بالنجاح .. فكر وأحب وابدأ رحلتك نحو هدفك .. تذكر دائماً : ” يبدأ النجاح من الحالة النفسية للفرد ، فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح – بإذن الله – من أجل أن يكتب لك فعلاً النجاح”.
الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح، ولا يعتقدون أنه فرصة حظ، وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم .
5 -الصبر والثبات:
هي إحدى المفردات التي يتوقف عليها مستقبل كل أمة وحاضرها أيضاً وكذلك تتوقف عليها الآفاق المستقبلية لكل شخص كذلك تتوقف عليها سعادة الإنسان أو شقائه ونسمعها كثيراً لكن بدون تأمل، يمكن تقسيم الصبر إلى صبران صبر سلبي وإيجابي أما الإيجابي فهو مقرون بالعمل وهو مصداق استعمال الإرادة الإنسانية فذو الإرادة القوية يمكن له إن يصبر ويتحمل مرارة الصبر وحلاوته. أما الصبر السلبي يعني الخمول وعقد الآمال وتركها وكم من الأفراد أقبلت إليهم الأعمال والمواقف وجاءتهم الفرص الثمينة فلم يصبروا عليها فضاعت عليهم الثمرات؛ كلّ عمل في الحياة صغير أو كبير يحتاج إلى الصبر.
6- هنالك آراء كثيراً منها:
البعض يرى إنّ القضاء والقدر هو الذي يحدد موقع الإنسان في الحياة وهو المحدد دون غيره ولا مفر من ذلك ولكن إذا قلنا بذلك فذلك يعني الجبر. إذن دائرة القدر ضيقة وخارجة عن إرادة الإنسان في جميع المجالات فهناك مجموعة أقدار تصنع مستقبل الإنسان ويقول البعض البيئة والمجتمع.
7- العزيمة والإرادة:
ونسأل هنا ما هي الأسباب التي تحدد موقع ومستقبل الإنسان؟ لنجيب انّها إرادة الإنسان فلكي يصل الإنسان إلى النجاح لابدّ من الايحاء الذاتي والتمرين والممارسة واتخاذ القدوة ذات الصفات المتميزة، والتأمل في حياة العظماء والاستشارة والتوكّل على الله.
8 – سر النجاح هي ماذا تكون النتيجة:
إذا أردنا أن نكون من العظماء ونرتقي سلم النجاح والتقدم علينا أن نبدأ بالتخطيط وتعيين الهدف ونواصله بالعمل والجدية ولا نتوقف حتى نهاية الطريق، ولا نؤجل عمل اليوم إلى الغد ونتحذر آفات الوقت ونبتعد عن التوافه؛ ونستفيد من تجارب الآخرين ونتعاون جميعاً في طريق الحق ولا نفقد الأمل مهما طال ونستقيم في مهمتنا؛ ونتعلم من الجبل الثبات ومن الجمل الصبر والقناعة ومن الديك النهوض مبكراً ومن الزهر البشاشة ومن الأسد الشجاعة ومن النمل العمل الدؤوب؛ ومن المرأة الشفقة؛ فعند ذلك تكون النتيجة الوصول إلى العظمة والقمة والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
9- سر نجاح الأُمّة:
ثمّ إن ما ذكرنا في سر نجاح الفرد يجري بتمامه في نجاح الأُمّة أيضاً لأنّ الأُمّة تتكون من فرد وفرد وفرد مضافاً إلى إنّ الأمة الإسلامية كانت ناجحة ومتقدمة عندما كانت تعمل بقوانين السماء التي رسمها القرآن الكريم وبينها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن عندما تركت هذه القوانين وعملت بقوانين الغرب والشرق أخذت بالتراجع والتقهقر
10- النجاح والتفوق = 1% إلهام وخيال + 99%جهد واجتهاد: الإلهام والخيال لا يشكل أكثر من 1% من النجاح بينما الطريق الحقيقي للنجاح هو بذل الجهد والاجتهاد، وإن ما نحصل عليه دون جهد أو ثمن فليس ذي قيمة.