8 نساء قدمن اختراعات جعلت حياة البشر أفضل على كوكب الأرض
10% فقط هى نسبة مساهمة المرأة في الاختراعات والابتكارات المسجلة حتى نهاية القرن العشرين
ساهمت المرأة من خلال الاختراعات التى قدمتها في تغيير حياتنا اليومية بشكل أفضل، رغم ما تعرضت له خلال السنوات الماضية من قوانين مجحفة أو عادات وتقاليد تقلل من شأنها، بالإضافة إلى الواجبات المكلّفة بها في المنزل، إلّا أنها استطاعت أن تقدم لنا اختراعات رائعة جعلت الحياة في صورة أفضل، سوف نستعرض اختراعاتهن في هذا التقرير:
1- مارجريت هاملتون
فتاة أمريكية، حاصلة على بكالوريوس في علوم الرياضيات في عام 1958، ورغم أنها امرأة جميلة لكنَّها اتَّجهت للعلم، والتحقت بالعمل في معهد “MIT” لتطوير برمجيات التنبؤ بالطقس في عام 1960.
في عام 1969 ساهمت في إنقاذ مركبة الفضاء الخاصة برحلة أبولو 11 على القمر من خلال كتابة أكواد خاصة مما سهل مهمة الهبوط، ومكن “نيل أرمسترونج” من أن يخطو أول خطوة للبشرية على سطح القمر، وذلك لأنها كانت المسؤولة والمشرفة عن برمجة البرمجيات الخاصة بأبولو وسكاي لاب لاستكشاف الفضاء الخارجي.
قبل ذلك كانت تعمل على وضع برمجيات سلاح الجو في كامبريدج بأمريكا خلال عامي 1961-1963، وهو مالم يخطر في بال الفتاة المولودة في عام 1936، وإليها يعود الفضل في وضع مصطلح “مهندس برمجيات”، وفي عام 1986 أسست شركة “هاملتون تكنولوجيز” في أمريكا المتخصصة في وضع حلول لـ”USL”، بالإضافة إلى وضعها نظام “DBTF” الخاص بتصميم وتطوير النظم والبرمجيات.
2- هنريتا لاكس
” ارتبطت بـ 11,000 براءة اختراع و 60,000 مقال طبي و ساهمت في اكتشافات طبية أنقذت ملايين البشر”
فتاة سمراء البشرة، ولدت في عام 1920، عاشت حياة هادئة في مقاطعة رونوك في فريجينا بأمريكا، كانت تملك ابتسامة ساحرة تجعلها شخصية ودودة لأي شخص تقابله.
في عام 1950 ذهب إلى المستشفى لتكتشف بأنها مصابة بسرطان عنق الرحم، بعد زواج دام فترة طويلة رزقت خلاله بخمسة أطفال، لجأ الأطباء في مستشفى “جون هوبكنز” إلى خياطة مادة الراديوم المشعة على النتوءات السرطانية لديها.
لكن في فترة لاحقة تم أخذ عينة منها وأرسلت للعالم “جورج جاي” الذي اكتشف أن خلاياها لا تموت “شبه خالدة”، ويعود الفضل إلى هذه الخلايا في الوصول إلى لقاح شلل الأطفال والعلاج الكيماوي للسرطان وبداية لعلوم الاستنساخ، وسبباً في تقنية إنجاب أطفال الأنابيب، ويوجد اليوم نحو 20 طن من خلاياها التي تم تنميتها في مختبرات العالم الطبية.
لكن “هنريتا” عادت مرة أخرى للمستشفى لتراجع حالتها الصحية، لكن في قسم الملونين، وهذا مخالف لما كان يتم به معاملة السود في هذا الوقت، وتنخفض وزنها في المستشفى من 64 كجم إلى 45 كجم، وبدأت الآلام تتغلب عليها واستسلمت لها وماتت في أكتوبر 1951.
3- بيتي نيسميث جراهام
فشلت فى الحصول على الثانوية العامة، لذلك اتجهت للعمل في مجال السكرتارية ككاتبة على الآلة الكاتبة، ولمهارتها فى العمل ترقت حتى أصبحت السكرتير التنفيذي لرئيس سلسلة بنوك تكساس للائتمان بأمريكا عام 1950، وهى تبلغ من العمر 26 عاماً، خلال هذه الفترةِ تم اختراع “الطابعة الكهربائية” والتى أصبح لها دور مؤثر فى مجال العمل، كان يعاب على هذه الطابعات صعوبة تصحيح أي خطأ، حتى وإن كان بسيط، مما كان يضطرها إلى كتابة تلك الصفحات مرة أخرى، حتى لاحظت أن بعض العمال يقومون عند حدوث خطأ أثناء كتابة الإعلانات على واجهة البنك الزجاجيةبإضافة طبقة جديدة من الطلاء والكتابة من فوقها.
جعلها هذا تفكر فى صنع مادة تضعها فوق الكلمات الخطأ ثم كتابة الكلمات الصحيحة فوق هذا الطلاء، فقامت باستخدام خلاط المنزل بخلط الألوان المائية ثم وضعتها فى زجاجة، ثم أخذت هذا الخليط معها فى اليوم التالي إلى العمل وباستخدام فرشاة رسم مائية، استطاعت تصحيح أخطاء الطباعة لديها بكل سهولة وسرعة، كان ذلك فى عام 1951.
بدأت تبيع هذا السائل السحري الذي أطلقت عليه “Mistake Out” إلى زميلاتها فى العمل، وتم فصلها عن العمل بسببه، فقررت أن تنتج هذا السائل بشكل تجاري، بعد أن أدخلت عليه بعض التعديلات، مستعينة بأستاذ في الكيمياء، في منزلها بشمال دالاس.
فى عام 1958 تم تغيير اسم السائل إلى “Liquid Paper”، وبعد عدة تجارب عليه ليصبح فى صورته المتعارف عليها الآن، وسجلت براءة الاختراع تحت اسم “الورق السائل”، وحققت مبيعات تتجاوز المليون زجاجة فى الأعوام الأولى من الإنتاج حتى أصبحت 25 مليون زجاجة فى عام 1979، وفي نفس العام باعت “بيتي” مصنعها الذى افتتحته على مساحة 35 ألف متر مربع إلى شركة جيليت، وقبل ستة أشهر من وفاتها فى عام 1980.
4- سيسليا باين جايوشكين
من رائدات علم الفلك، يعود إليها الفضل في معرفة من ماذا خلق الكون، حيث طبقت قوانين الفيزياء الذرية لدراسة الأجرام السماوية، فاكتشفت أنَّ معظمها يتكون أساساً من عنصري الهيدروجين والهليوم، وهذان العنصران هما الأخف وزناً فى الكون، كان ذلك في عام 1925 وعمرها 25 عاماً، أثناء إعدادها لرسالة الدكتوراه فى جامعة هارفرد، ثم نشرت بعد ذلك عدة كتب تناقش فيها الأجرام السماوية مثل كتاب “The stars of high luminosity” الذي نشر فى عام 1930 حيث ناقشت فيه سبب سطوع النجوم، وكتاب “Variable stars” الذي نشر فى عام 1930، وكتاب “Variable stars and galactic structure” الذي نشر في عام 1954 وناقشت فيه المجرة وتركيبها بشكل عام من حيث الغبار الكوني وظاهرة النجوم المتغيرة، لذلك تعد أبحاثها فى علم الفلك لا تقل في الأهمية عن اكتشافات “نيوتن وأينشتاين” لأن ما قدمته أحدث ثورة علمية فى علم الفلك والأجرام السماوية.
رغم ذلك لم تمنح لقب “فلكي” إلا في عام 1938 بعد مضى سنوات من مناقشتها لرسالة الدكتوراه فى جامعة هارفرد، وفي عام 1956 تم تعينها رئيسة قسم الفلك بنفس الجامعة، كأول امرأة تمنح هذا المنصب، وفي عام 1976 تمَّ منحها جائزة “راسل” من قبل الجمعية الفلكية الأمريكية. نشر لها 315 بحثاً خلال فترة عملها، وماتت عام 1979، تلك المرأة التى ولدت فى عام 1900 بعد أن اقتحمت العمل فى مجال كان لا يشغله سوى الرجال.
5- مارجريت نايت
فى وقت لم تكن الأكياس البلاستكية لها وجود فى هذا العالم، لم يكن هناك سوى الأكياس الورقية لوضع ما يتم شراؤه فيها.
فى عام 1838 نيويورك-أمريكا، بدأت حياتها وهى صغيرة في السن عاملة في مصنع للقطن، ولاحظت “مارجريت” العناء الذى يواجهه الناس فى الأسواق التجارية عند استخدام الأكياس الورقية، لذلك قررت أن تعيد تشكيل الأكياس الورقية، فجعلت لها قاعدة مربعة الشكل لتتوزع عليها المشتريات بشكل متساو ومناسب.
فى عام 1870 توصلت إلى صنع آلة من الخشب تقطع وتثني وتلصق الأكياس الورقيّة لمنح قاعدتها شكلاً مربعاً، ثم صنعت آلة من الحديد، وعندما أرادت تسجيل براءة الاختراع الخاص بآلتها وجدت شخص يدعى “تشارليز آنان” قد سرق فكرتها، لذلك قامت برفع دعوى قضائية ضده، واستعانت برسوماتها الخاصة لإثبات حقها وحصلت على براءة الاختراع عام 1871.
لتثبت بذلك خطأ مقولة “لا يمكن للمرأة أن تصمم وتصنع آلة”، وذلك من خلال حصولها على 20 براءة اختراع لاختراعاتها خلال حياتها كآلة الترقيم، إطار النافذة، وغيرها الكثير ” بالإضافة إلى اختراعها وهي في عامها الثاني عشر جهازاً يقوم بإيقاف الماكينات الصناعية إذا ما علق بها شيء ما، مما ساهم في تقليل الحوادث والإصابات، وماتت فى عام 1914.
6- ماريون دونوفان
هى رائدة صناعة منتجات الأطفال، لم تكن تتخيل الفتاة التى ولدت فى عام 1917، أن تكون سبباً فى إسعاد كل أم وطفل فى هذا العالم.
ففي عام 1951 سجلت براءة اختراع الحفاضات غير القابلة للبلل فى ولاية”انديانا”بأمريكا، مما أحدث تغيير كبير فى حياة كل أم وطفل فى هذا العالم، ويعود الفضل فى هذا الاختراع إلى أول طفل انجبته بعد أن تزواجت من”جيمس دونوفان”فى عام 1942، حيث كانت تعانى من تغيير الحفاضات القماش لأبنها، وزادت معاناتها مع أبنها الثانى، مما جعلها تفكر فى حفاضات مانعة للتسريب فى عام 1948، وصنعت هذه الحفاضات من الخامات التى تصنع منها ستائر الاستحمام، وبعد نجاح تجربتها مع أبنها عرضتها بشكل تجارى فى متجر”ساكس فيفث أفينيو”بنيويورك وعرفت باسم”Boater” أي الطاقية فى عام 1949، وفى نفس عام تسجيل براءة الاختراع باعة حقوقه إلى شركة”keko”مقابل مليون دولار.
وهذا شجعها للإجابة السؤال الأصعب:لماذا لا يوجد حفاضة تستعمل لمرة واحدة؟
فصنعت حفاضة من الورق القوي والماص للرطوبة، وأقل فى التكلفة، ولكنها لم تلاقى الرواج المطلوب لدى الشركات، لذلك توقف هذا المشروع، لكن هذا الفكرة كانت اللبنة الأولى فى تأسيس شركة”بامبرز” فى عام 1961.
7- باتريشيا بيلينجس
ولدت في ولاية “ميزوري” في عام 1926، ودرست الفنون فى كلية “أماريلو للفنون” بولاية تكساس، وتخصصت فى فن صناعة التماثيل، وكانت تحلم بوجود مادة تمنع كسر التماثيل التى تقوم بتصنعها عند الارتطام.
هل تخيلت يوماً مواد بناء غير قابلة للتلف ومضادة للكسر ومقاومة للنار وغير سامة؟ قد تظن أن هذه مجرد أحلام؟
هذا ما استطاعت “باتريشيا” أن تحققه وتجعله واقع ملموس، فعندما كانت تعمل فى نحت التماثيل، كانت تخشى عليها من السقوط على الأرض مما يجعلها تعيد صناعة هذه التماثيل مرة أخرى، لذلك بدأت فى صناعة المادة اللاصقة التي خطرت على بالها في عام 1970، وبعد عدة تجارب استطاعت صناعة هذه المادة المقاومة للكسر، ولاحظت أن هذا المادة مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة، وأطلقت على هذه المادة اسم “geobond”.
وهذا فتح المجال لاستخدام هذه المادة فى الكثير من مجالات الصناعة والبناء، ولقد حافظت “باتريشيا” على سر صناعة هذه المادة، ورفضت ملايين الدولارات التى عرضتها على الشركات لوقف تصنيع هذه المادة التى تعد صديقة للبيئة وغير ضارة.
ولقد سجلت براءة الاختراع فى عام 1997، والآن تباع هذه المادة فى أكثر من 20 سوقاً حول العالم بدلاً من مادة الاسبستوس السامة.
8- ايلين ايجلين
من البديهي أن تكون معظم اختراعات النساء تمس حياتها اليومية، وهذا ما قدمته “إيلين” تلك المرأة التي كانت تعمل فى منزل لإصحاب البشرة البيضاء في واشنطن بأمريكا، إلى كل امرأة ورجل يقوم على غسيل ملابسه، فإليها يعود الفضل فى تطور صناعة غسالات الملابس، فهي أول من صنع عصارة للملابس المبللة في عام 1880، مما وفر ساعات من العمل المنهك في عملية غسيل الملابس، حيث استطاعت “إيلين” صناعة هذا الاختراع لكنها لكونها امرأة زنجية تعيش فى أمريكا لم تستطع تسجيل براءة الاختراع فقامت ببيع اختراعها إلى رجل أبيض البشرة مقابل 18 دولار فقط، حيث كان تسجيل براءات الاختراع غير قانوني للعبيد ومن لهم حق تسجيل براءات الاختراع هم مالكي العبيد قبل عام 1865.
حيث أصدر الرئيس “إبراهام لينكولن” إعلان تحرير العبيد فى عام 1863، ورغم ذلك لم تسجل “إيلين” براءة الاختراع باسمها، وعندما سؤلت عن بيع اختراعها قالت: “أنت تعلم أنني سوداء ولو علمت النساء ذوات البشرة البيضاء أنني صاحبة هذا الاختراع لن يشتروه، لقد خشيت أن يكون لون بشرتي سبباً في عدم انتشار اختراعي فى الأسواق”، بالإضافة إلى صعوبة العثور على مصنع لإنتاج اختراعها.
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”