كيف تكون متحدثاً بارعاً – . مها فؤاد
يعتبر التحدث ببراعة أحد القدرات التي يمتلكها بعض الناس بالفطرة، إلّا أنّها تعتبر أحد المهارات المهمّة التي يسعى الجميع للحصول عليها وذلك لأهميتها الكبيرة في إحداث فارق على المستوى الشخصي والمهني، فنحن نحتاج في جميع الأوقات إلى الناس خلال حياتنا ونحتا إلى إقناعهم بوجهات نظرنا أو إيصال معلومات معينة لهم بطريقة صحيحة وهذا هو الأمر الذي تستطيع مهارة التحدث عمله، ومع أنّ مهارة التحدث توجد لدى بعض الناس بالفطرة كما قلنا إلّا أنّه من الممكن أيضاً أن يستطيع الإنسان امتلاكها بالتدريب والعمل من أجل الحصول عليها، فلا يوجد شيء في الحياة لا نستطيع الوصول إليه عن طريق العمل الجاد.
الكلام هو وسيلة الاتصال الاساسية والتي يعمل الناس بها على التواصل وتناقل المعرفة والأفكار والمشاعر بين الناس، ومن هنا لاكتسب الكلام أهمية كبرى عند كافة الناس، فليس هناك من هو قادر على الاستغناء عن هذه الخاصية الهامة، حيث إن الجميع محتاجون إليها، لهذا يسعى الناس إلى تطوير أنفسهم باستمرار في هذا الموضوع، ويسعون إلى زيادة قدرتهم على الكلام، فهو شيء أساسي وهام جداً في حياة الإنسان. من أهم الطرق المتبعة في تحسين القدرات الكلامية عند الإنسان، هي ترتيب الأفكار قبل الشروع في الكلام، إذ أن عدم ترابط الجمل يتضح مباشرة مع البدء بالكلام، وهو شيء يفقد الكلام معانيه ويفقده روحه، لهذا يتوجب على الإنسان أن يكون عارفاً بكل كلمة يقولها او يتفوه بها، حتى يستطيع إيصال المعنى الذي يريد أن يوصله بكل وضوح.
يذكر (كارميني جالو) المذيع الحائز على جائزة (إيمي)، ومؤلف كتاب (أسرار أعظم خطباء قطاع الأعمال في العالم): أن هناك أخطاءً أو عادات سيئة قد يقع فيها الشخص المتحدث وتؤدي إلى تكوين حاجز بينه وبين جمهور مستمعيه؛ مما يؤدي إلى عدم الاستفادة منه ومن حديثه الذي يعرضه، وفيما يلي بعض هذه الأخطاء وطرق العلاج المناسبه لتجاوز هذه العادات:
1- القراءة من دفتر الملاحظات أو الشريحة:
لو كانت قراءة الملاحظات بين الفينة والأخرى فلا بأس؛ بينما قراءة ورقة أو شريحة كاملة تعتبر عادة سيئة؛ لأنها تُعَرْقِلُ التواصل بين المتحدث والمستمع.
- البديل:
مراجعة الأفكار والنقاط المهمة التي تستوعب الموضوع بشكلٍ كافٍ يُغني عن اللجوء إلى الأوراق والملاحظات أثناء الحديث قبل مواجهة الجمهور والتدرب على ذلك.
2- تفادي التقاء الأعين:
التواصل بالأعين من أهم عناصر بناء الثقة وبناء المصداقية وتحقيق التواصل، ونَجِد أن السواد الأعظم من مديري الشركات والخبراء التنفيذيين لديهم عادة تحويل أنظارهم في كافة الاتجاهات خلال إلقاء كلماتهم متفادين الالتقاء بأعين المستمعين.
- البديل:
على المتحدث أن يحرص على تكوين نوع من التواصل مع نسبة كبيرة من المستمعين لا تقل عن (90%)، ويمكن إلقاء النظر لبضع ثواني على دفتر الملاحظات فقط للتذكير بنقطة الحديث التالية.
3- الاختيار غير المناسب للملابس:
أشهر المتحدثين هم من دون شك أكثرهم اهتماماً بأناقتهم؛ فالمظهر يُعَدُّ من الجوانب المهمة لكسب الاحترام والإعجاب، ولكن كثيراً من الناس لا يجيدون انتقاء الملابس المناسبة لمناصبهم؛ فيَظهرون في المناسبات العامة بملابس غير لائقة.
- البديل:
أن يلبس اللباس المناسب بالأجواء والمناطق التي تناسب مناخه ومن هُم حوله، وإذا كان الشخص لا يجيد انتقاء ملابسه بنفسه، فعليه استشارة شخص خبير أو بائعي الملابس مثلاً.
4- الإكثار من الحركات التي تنمُّ عن القلق.
من أشهر الأخطاء التى يقع فيها المتحدث: استخدام الأيدي بكثرة، كالتلويح أو تقليب الأوراق والحركات الدالة على القلق والارتباك، والتوتر وهي تَحُدُّ من ثقة المستمع في المتحدث.
- البديل:
الاعتماد على تجربة الالقاء لأكثر من مرة قبل مواجة الجمهور.
5- الجمود في الوقفة:
يقع المتحدث غير المتمرس في مثل هذه الأخطاء، والتي تجعله كالعسكري أمام قائده!!
- البديل:
التحرك بشكل مدروس، وبسيط مع استخدام نبرات الصوت وحركة الجسم.
6- قراءة النقاط المكتوبة:
المستمع قادر على القراءة؛ فهو ليس بحاجه إلى من يقرأ عنه كلمة بكلمة من خلال جهاز العرض؛ فالشرائح من المفترض أن تعين المتحدث لا العكس.
البديل:
من المهم أن تكون الكلمات المطبوعة على شرائح العرض بسيطه محدودة فتكفي 5 جمل من 4 كلمات لكل شريحة، أما الشرائح الكبيرة فيجب عدم التقيد بقراتها كاملةً ويستحسن إضافة بعض الصور والألوان لاكتساب اهتمام الحضور.
7- الإطالة في الحديث:
تُظهر الدراسات أن المستمع غالباً ما يفقد اهتمامه لمتابعة المتحدث الذي يزيد عن 18 دقيقة!!..
- البديل:
الاختصار غير المخل للموضوع، وكذلك الحال في المعاملات اليومية من رسائل ومحادثات هاتفية فـ(خير الكلام ما قلَّ ودلَّ).
8- الإخفاق في كسب الاهتمام:
لحظة البداية هي التي تحدد مسار المحاضرة والحديث.
- البديل:
إعطاء المستمع سبباً يجعله يرغب في مواصلة الإصغاء.
9- الاختيار السلبي لكلمة الختام:
أحياناً يُلقي المتحدث كلمة جيدة قوية وفعالة، ولكنه يخفق في اختيار النهاية المناسبة لكلمته!!
البديل:
اختيار كلمة ختامٍ تلخص كل ما جاء في المحاضرة بشكل مركَّز ومختصر يشد انتباه المستمع، ومن الأفضل طرح السؤال أو الفكرة في نهاية الحديث لجعل المستمع مُتَعلِّقاً بما سمع.