ستة أشياء تسرق وقتك
معنى (مضيعات) الوقت يختلف باختلاف:
الأزمنة، والأمكنة، والأشخاص، والظروف؛ فزيارة صديقٍ لك وأنت منحرِفُ الصحة قد ترفَعُ من معنوياتك، وتُسهم في شفائك، أما زيارته لك ليلةَ الامتحان، أو ليلة السفر مثلاً، فهي مضيع كبيرٌ للوقت.
ولا بد من الإشارةِ إلى أن مضيعات الأوقات لا يمكن القضاءُ عليها نهائيًّا، وهي أحيانًا جزءٌ من العمل أو الوظيفة، إلا أن ما لا يُدرَك كلُّه يدرك بعضُه، وربما جُلُّه.
أهم مضيعات الأوقات:
1- الزوار. 2- الهواتف. 3- الاجتماعات. 4- التسويف (التأجيل). 5- التلفاز. 6- الإنترنت.
..
ونذكرمن مضيعات الوقت بشئ من التفصيل : ( الزوار)
1- الزوَّار:
الإنسان اجتماعي بطَبْعه؛ فهو يأنَس بالناس ويأنسون به، والقضاء على مشكلةِ الزوار بشكلٍ كامل في مثلِ بيئتنا العربية أمرٌ في غاية العُسر؛ لأن أغلبَ الناس لا يتقبَّلون منك الاعتذار عن استقبالهم إذا جاؤوكَ بغيرِ موعد – مثلاً – مع أن اللهَ سبحانه قد ذكَر هذه المسألة الصغيرة في كتابه الكريم، وجعَلها قرآنًا يُتلَى إلى يوم الدِّين؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 27، 28].
ويمكن التقليلُ من الآثار السلبية لمقاطعات الزوَّار باتباع النَّصائح التالية:
– أن ينظرَ المرء إلى هذه المقاطعات على أنها جزءٌ من عمله، أو أمرٌ لا مفرَّ منه، فيقلل هذا من إحباطه، وبالتالي يجعلُه أكثرَ سيطرة على وقته، وأكثر استفادة منه.
– المكتب المُريح يغري الزوَّار بإطالةِ الجلوس؛ لذا من الأفضل الاستغناءُ عن الكراسيِّ الزائدة، وتعليق ساعة في مكانٍ يراها فيه الزائرونَ، وإجراء بعض المقابَلات خارج المكتب.
– عدم الدخول مع الزائرِ أو الضَّيف في مناقَشات غيرِ ضرورية، أو فتح مواضيع طويلة الذَّيل.
– في حالة وجودِ (سكرتير)، من الأفضل أن ينظِّمَ دخول الزَّائرين.
– التحدُّث مع الزائر واقفًا.
– الصَّراحة والوضوح مع الضَّيف، والاعتذار بلباقة وحُسنِ أدب.
– عدم تبنِّي سياسةِ الباب المفتوح، وإغلاق البابِ في أوقات معينة، أو فتحه في أوقاتٍ معينة، هذا بالنسبةِ للموظَّف أو المدير في مكتبه، أما في البيت فيُمكن للإنسان تحديدُ موعد أسبوعي يُشيع بين زملائِه وأقاربه وأصدقائه أنه يستقبِلُ فيه الناس، وأعرِفُ عددًا من الأصدقاء يستقبل أحَدُهم ضيوفَه بين المغرب والعِشاء كل يوم جمعة، وبهذا يضمَنُ بداية الزيارة ونهايتَها؛ إذ ينفضُّ المجلس مع أذانِ العِشاء، ويتوجَّه الضيوف إلى مسجد الحيِّ، وصديقًا آخر يجلس لزوَّارِه بعد صلاة ظهرِ يوم الخميس إلى الساعة الواحدة، وثالثًا مساء كل أحَدٍ، وهكذا.
– مساعدة الناس أمرٌ طيِّب حثَّ عليه الدِّين، واقتضته المُروءة، ولكن الحكمة وضعُ الشيء في موضعه، فلا تدَعِ الآخرين ينقُلون إليك مسؤولياتهم لتقومَ بها نيابة عنهم.
– تعلَّمْ أن تقول: (لا) بلباقةٍ، كنْ حازمًا ولطيفًا في الوقت نفسِه مع الذين يضيِّعون وقتَك، إرضاءُ الناس جميعًا غايةٌ لا تدرَكُ؛ لذا لا تحسب حسابًا كثيرًا لعَتْبِ الذين لا يقدِّرونَ مسؤولياتك، ولا يحترمون وقتك، إن الذي يقول: (نعم) مكان (لا) لا يستطيع إدارةَ وقتِه بنجاح
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org