تغيير العادات – د. مها فؤاد
الطبع أو العادة أو الخلق فى علم النفس هى مجموعة مظاهر الشعور والسلوك المكتسبة والموروثة التى تميز فردا من آخر ؛ ونحن نسمع من بعض الناس الكثير من الأمثلة التى تدعوا إلى الاستسلام للعادات والتى قد تكون سلبية فى الكثير من الأحيان مثل المثل : «مَنْ شبّ على شيء شاب عليه» ،أو الطبع يغلب التطبع والذى يعنى صعوبة تغير عادات الإنسان وطباعه ،هذه الأقوال والأمثال وما شاكلها تريد أن تقول أن : «العادة متحكمة وراسخة» !
دعنا ـ في البداية ـ نطرح عليك بعض الأسئلة :
1ـ هل جرّبت أن تعدّل سلوكاً معيناً إثر تعرّضك إلى نقد شديد ؟
2ـ هل قرأت مقالة ، أو حديثاً ، أو حكمة ، أو قصّة ذات عبرة ودلالة ، فتأمّلتها جيِّداً ، وإذا بها تحدث في نفسك أثرا ، لتعيد النظر على ضوئها في أفكارك أو تصرّفاتك ؟
3ـ هل حدث أن مشيت في طريق لمسافة طويلة ، ثمّ اكتشفت أنّ هذا الطريق ليس الطريق الذى تريده ، ولا هو الذى يوصلك إلى هدفك ، ورغم معاناتك في السير الطويل وتعبك الشديد ، تقرّر أن تسلك طريقاً أخر يوصلك إلى ما تريد ؟
4ـ هل سبق أن كوّنت قناعة أو فكرة معيّنة حول شيء ما ، وقد بدت لبعض الوقت ثابتة لا تتغيّر لكن وقع ما جعلك تراجع قناعتك .. كفشل في تجربة ، أو تعرّضك لصدمة فكرية ، أو تشكّلت لديك قناعة جديدة إمّا بسبب الدراسة والبحث ، أو من خلال اللقاء بأناس أثّروا في حياتك ، فلم تُكابر ولم تتعصب تعصب الجاهلين ، لأنّك رأيت الفكرة المغايرة الأخرى أسلم وأفضل ؟
5ـ هل سكنتَ في منطقة ، أو بقعة من الأرض ، لفترة طويلة فألفتها وأحببتها وتعلّقت بها لأنّها كانت حقلاً لذكرياتك، ثمّ حصل ما جعلك تهاجر منها أو تستبدل بها غيرها لظروف خارجية ، وإذا بك تألف المكان الجديد ، وقد تجد فيه طيب الإقامة وحسن الجوار ؟
إذا تغيير القناعات أمر طبيعيّ ، ويدلّل في الكثير من الحالات على درجة من النضج والوعي والمرونة .إنّ العادة قد تكون مادّية كالشراهة في الأكل ، وقد تكون معنوية كالكذب . وبالرغم أنّ الاعتياد والإدمان يجعل التخلّي والتخلّص من هذه العادات صعباً عليك ، لكن بإمكانك أن تسأل الكثير من الشرهين والشرهات الذين كسروا هذه العادة ، واعتدلوا في طعامهم ، ولك أن تسأل عن كيفية نجاحهم .
لا شكّ أن تمارين تنظيم الطعام (الرجيم) التي التزمها البعض أتت بنتائج باهرة ، إذ مَنْ كان يتصوّر أنّ الذي فاق وزنه المائة كيلوجرام يغدو رشيقاً إلى هذا الحدّ ؟ـ كيف نجحوا ؟ـ بالإرادة !
وحتى خصلة الكذب ، أو أيّة خصلة سيِّئة أخرى ، حينما عقد المبتلون بها العزم على معالجتها والقضاء عليها ، وصدقوا في عزمهم وقرارهم ، استهجنوا تلك الخصال الذميمة ، وعملوا على استبدالها ، وعادوا انقياء منها .
وهناك خمس خطوات لتغيير العادات
الخطوات الخمس، أولها: الوعي، وأهم ما فيه أن يعي الشخص أن تصرفاته عبارة عن مجرد عادة ترسخت عبر الزمن. وينصح بمحاولة التخفيف من العادة لا قطعها فجأة.
والخطوة الثانية: هي العثور على المحفزات، موضحا أنه عندما تأتي لممارسة أي عادة ركز على الدافع لذلك: هل هو الضغط؟ الأصدقاء؟ لأن اكتشاف المحفز مفتاح رئيسي.
ويشير إلى أن الإقلاع عن العادات أمر في غاية الصعوبة. فهو أصعب من ربط العادات الجديدة بمحفزات قديمة راسخة. ولذلك ينصح ببدء شيء جديد ليحل محل العادة القديمة؛ وهذه هي الخطوة الثالثة.
والخطوة الرابعة عن توظيف وضعك وعدم الاعتماد على قوة الإرادة، قائلا إن أهمية السيطرة على النفس من أكبر الأساطير السائدة حول تغيير العادات. وهنا ينصح بتنفيذ تكتيكات عملية لا علاقة لها بقوة الإرادة، مثل أن تخبئ علبة السجاير بحيث يصعب عليك العثور عليها.
والتغيير يتطلب وقتا قبل تحقيقه، لذلك كانت الخطوة الخامسة الأخيرة هي ضرورة المداومة وعدم التراجع أو الاستسلام.