السرّ الحقيقي وراء ضبط النفس هو الوعي الذاتي
ثقافة ضبط النفس من أهم الثقافات المنشودة، فبها يصون الإنسان نفسه من ردات الفعل السلبية، ويعوِّدها على حسن التصرف في المواقف التي تعترض حياته، فيأمن بذلك من سوء العواقب، ويسبق تفكيرُه تدبيرَه، ويصاحبه العقل والحكمة على الدوام، وبهذه الخصلة حقَّق الطامحون آمالهم، وأحسنوا اتخاذ قراراتهم، وأصبح صوابهم أكثر من خطئهم، وما حققوه من إنجازات يملأ سجلاتهم.
ضبط النفس هو الفضيلة التي علا بها العظماء، وهي رأس الإحسان في الفكرة، ووزن الأقوال بميزان الحكمة، وصدور الأعمال وفق المصلحة، وهي تجعل صاحبها رزيناً رصيناً، ذا نفس مطمئنة، وأخلاق هادئة، وهي تحمي الإنسان من الطيش والتهور، وتدعو إلى احترامه وإجلاله، وتوقيره وإكباره.
كل ذلك يؤكد لنا جميعاً الأهمية الكبيرة لثقافة ضبط النفس، وأنها من أهم الثقافات السلوكية التي يحتاجها الأفراد والمجتمعات، والمجتمعات التي لا يتحلى أفرادها بهذه الثقافة عرضة للأخطار، وما الثورات والصراعات والاقتتال والتناحر في بعض مجتمعات اليوم إلا ثمرة من ثمرات غياب هذه الثقافة المهمة.
7 طرق لتعزيز ضبط النفس:
- تجنبي الإغراءات. فـ”الأشخاص الذين يبدو أن لديهم إرادة حديدية لا يعرضون أنفسهم للكثير من المغريات في المقام الأول”، تقول كريستين جاريت، رئيسة تحرير مجلة British Psychological Society Digest.
2. استخدمي الصور الذهنية لتغيير الطريقة التي ترين بها الإغراءات. هذه النصيحة من والتر مايكل، الذي وضع الدراسة المشهورة في الستينيات لاختبار الأطفال الذين يتمكنون من تأخير تناول الخطمى. حين تنظرين إلى طبق مليء بالخطمى، قد تتصورينه مغلقاً في إطار كما لو أنه صورة، وليس في متناول اليد. ويمكنك ربط الخطمى بالغيوم. في كلتا الحالتين، تتعلمين “تبريد” ما يسميه مايكل “المسببات الساخنة في بيئتك”.
يمكنك أيضاً أن تحاولي جعل الإغراء مريعاً. حتى بعد أن أصبح مشهوراً لدراساته عن ضبط النفس، لم يقلع مايكل عن عادة التدخين. وفي أحد الأيام، في مدخل كلية الطب، رأى مريضاً يعاني من سرطان الرئة في مرحلة متقدمة- الصدر مكشوف والرأس محلوق. قرر مايكل تذكر صورة المريض في كل مرة يشتهي فيها تدخين سيجارة. وقد تمكن من الإقلاع عن التدخين للأبد.
احذري العزلة الاجتماعية.. فهي تؤدي للوفاة المبكرة
- إذا كنت جائعة فعلاً، تناولي بعض المكسرات وأنت خارجة. فتناول وجبات صغيرة على مدار اليوم نصيحة غذائية معروفة. إلا أن تخطي وجبات الطعام قد يتسبب في انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يجعلك لا تفكرين بشكل واضح. وكما كتب اختصاصي علم النفس في جامعة فلوريدا وشريكه جون تيرني في نيويورك تايمز: “إذا لم يكن هناك غلوكوز في جسمك فلن يكون لديك قوة إرادة”. من كتاب Willpower: Rediscovering the Greatest Human Strength.
-
يمكنك أيضاً الغرغرة بالماء والسكر. فالقاعدة الذهبية تفيد بأن عليك أن لا تتسوقي وأنت جائعة. أما إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، فتناولي مشروباً حلواً للطاقة لمقاومة ملء عربة التسوق بالآيس كريم. إذ تشير الأبحاث اليوم أن الغرغرة بمشروب حلو- دون بلعه- قد تحفز آليات الدماغ المرتبطة بضبط النفس. ولعل هذه الغرغرة تخدع الجسم. فطعم السكر يوحي للجسم أن السكر سيأتيه.
-
قومي بإلهاء نفسك. يقوم الأطفال غالباً بتغطية أعينهم أو الغناء لأنفسهم لمقاومة الحلويات، في حين أن الشمبانزي يلهو بالألعاب، كما أوضح مايكل بيران، اختصاصي علم النفس في جامعة جورجيا.
-
خططي مسبقاً للطريقة التي ستتعافين بها بعد نكسة ما. إذ غالباً ما يستسلم الأشخاص بعد ارتكاب الخطأ. للتغلب على ذلك، ضعي خطة لتحديد ما تفعلينه إذا ارتكبت الخطأ، وعلى سبيل المثال ،قولي”في المرة المقبلة التي لا أذهب فيها إلى النادي الرياضي، سأتناول طبقاً كبيراً من السلطة على العشاء”.
-
رتبي سريرك كل يوم. من الأفضل أن تعتبري ضبط النفس عضلة يمكنك تمرينها وتقويتها. ومثل أي برنامج رياضي، لا يمكنك التقدم بسرعة كبيرة أو بعنف. ابدأي بإجراء تغييرات بسيطة تتطلب الانضباط، مثل ترتيب سريرك كل يوم. قد تقررين التوقف عن الشتم أو تجنّب المبالغات مثلاً. ابدأي من حيث تستطيعين وتابعي التقدم.
نصيحة: تذكري أنَّ السرّ الحقيقي وراء ضبط النفس، هو الوعي الذاتي.
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”